فاليذكر التأريخ أبطالاً لنا ... عبداللطيف
وصحبه!!
في مثل هذا اليوم، من كل عام، درج السودانيون
على الإحتفال بذكرى الإستقلال المجيد، كما وتتبادر الى أذهانهم دائماً، وهم
يحتفلون بهذه الذكرى المجيدة، الأغنية الخالدة للفنان العظيم محمد وردي "
اليوم نرفع رأية إستقلالنا... ويسطر التأريخ مولد شعبنا".....
وتمضي الأغنية في تمجيد هذا اليوم لتصل الى
تمجيد الأبطال الذين كان لهم شرف تحقيق ذاك النصر وذاك الاستقلال المجيد في ذلك
اليوم حتى صار تأريخاً لمولد شعبٍ، لم يدر بخلده أبداً بانه سيأتي عليه يوم ، ليحتفل
بهذه الذكرى المجيدة وهو مقسّم الى شطرين!! وأن بعض أحفاد هؤلاء الأبطال ستسحب
منهم الجنسية السودانية!!
عبداللطيف وصحبه..عبدالفضيل ألماظ!!
إثنين من أبرز أبطال إستقلال السودان
المجيد، لم يعودا سودانيين بحسب قانون السجل المدني!!
" تعود تفاصيل هذه القصة الواقعية
الحزينة الى أنه وبعد إعلان انفصال جنوب السودان مباشرة والإعتراف به رسمياً كدولة
مستقلة زات سيادة، قامت حكومة السودان بإصدار قرار يفضي باسقاط الجنسية من الجنوبين
المقيمن بالشمال! حيث قررت إصدار
"الرقم الوطني" ليتم التعامل به كمحددٍ للهوية السودانية بدلاً عن شهادة
"الجنسية السودانية " القديمة و أوردت العديد من الصحف في تلك الأيام أن
أحفاد أحد أبطال استقلال السودان- "عبداللطيف ألماظ، وهو كما نعلم جميعا تعود
جزوره الى جنوب السودان،- عندما ذهبوا لإستخراج هذا الرقم الوطني تم رفض طلبهم
بحجة أنهم لم يعودوا سودانيين بعد انفصال ذاك الجزء من البلاد، فلم تشفع لهم
التضحيات التي قدمّها سلفهم لهذه البلاد!! كما ولم تشفع لهم أبسط القوانين المعمول
بها عالمياً في كافة أرجاء المعمورة فلم يمنحوا شرف الإنتساب لهذا الوطن، والذي من
سخرية القدر له أن وزير داخليته الحالي ،و المسؤول بديهياً عن ملف الجنسيات هذا،
أريتري الأصل جاء لهذه البلاد طالباً للعلم فأصبح بقدرة قادر وزيراً لواحدة من أهم
الوزارات !!
نعود لموضوعنا، وهو أن هذين البطلين لم
يعودا سودانيين وأن هويتهما أصبحت في "خبر كان"!! كلمة "كان"
التي يعرّفها أصغر طفلٍ لنا بأنها "فعل ماضي ناقص"!... نعم ناقصٌ تماماً
كنقصان هذا البلد لجزئه الجنوبي، والذي بذر بذرته المستعمر قبل خروجه مرغماً لتنبت
وتحصد في عهد حكومة ما يسمى ب"ثورة الإنقاذ الوطني"! ثورة ال.. إيه!!؟
الإنقاذ وأي إنقاذٍ هذا؟ ترى هل كانت هذه التسمية مصادفة وإعتباطاٍ أم أنها
"سخرية القدر" كما يقولون!؟!
أغنية أضحت تأريخاً فعلاً:
كتب نشيد الإستقلال الشاعر الدكتور عبد الواحد عبد الله يوسف
في العام 1960م ولحنه الموسيقار محمد وردي و صار نشيداً وطنياً فريدأ وهو النشيد الوحيد
الذى خصّص لمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد!
ومن سخرية القدر أيضاً أن شاعر هذا النشيد
الآن من الطيور المهاجرة التي ضاقت بها أرض هذا الوطن المكلوم!
......
بين الأمس واليوم... كذلك أضحى هذا النشيد قصة من حكايات ألف ليله وليله ستتناقلها
الأجيال جيلاً بعد جيل...بين الإستقلال و المــآل
ومرارة الإنفصال... روايةً تحمل في طياتها ما تحمل من
معانٍ..
اليوم نرفع راية
إستقلالنا
ويسطر التاريخ مولد
شعبنا
يا اخوتي غنوا لنا
- غنوا لنا
#####
يا نيلنا ويا أرضنا
الخضراء يا حقل السنا
يا مهد أجدادي ويا
كنز العزيز المفتدى
واليذكر التاريخ
ابطالا لنا
عبد اللطيف وصحبه
غرزوا النواة الطاهرة
ونفوسهم فاضت حماسا
كالبحار الزاخرة
من اجلنا ارتادوا
المنون
ولمثل هذا اليوم
كانوا يعملون!!
غنوا لهم يا اخوتي
والتحيا ذكرى الثائرين
كرري تحدث عن رجال
كالأسود الضارية
خاضوا اللهيب وشتتوا
كتل الغزاة الباغية
ما لان فرسان لنا
بل فرّ جمع الطاغية
يا اخوتي غنوا لنا
اني انا السودان
ارض السؤدد هذي يدي
ملئى بالوان الورود
قطفتها من معبدي
من قلب افريقيا التي
داست حصون المعتدي
اضحت لأجل شعوبها
آفاق فجر اوحدي
فأنا لها انا بها
سأكون اول مفتدي
يا اخوتي غنوا لنا
اليوم نرفع راية استقلالنا!!
1 comment:
!
Post a Comment